قال الشريف الجواني النسابة: سألت السّلفي: أنت من سَلِفة، بطنٌ من حمير؟ فقال: لا، ولكن جدي قُطِعت شفته، والعجم تُسمّي ثلاث شفاه سِلَفة، فلقّب به.
وكان السِّلفي فقيهًا شافعي المذهب، حافظًا كبيرًا، رحل في طلب الحديث للأمصار، ورحل إليه من كل النواحي والأقطار، وسار ذكره شرقًا وغربا، وطار وبلغ من هذا الشأن غاية الأوطار، وألحق الأصاغر بالأكابر، ونطق بفضله ألسنة الأقلام وأفواه المحابر، ونال منه ما قلّ مناله في الزمن الغابر، واعتنى بتحقيق المعاني، وتحرير الألفاظ، وتخرَّج به العلماء والحفاظ، وملأ ذكره العراق، ومصر، والشام، ومدحه الأدباء الفضلاء، والعلماء الأعلام.
وسمع من الثقفي، والكرخي، والحدّاد، وابن البطر، وجعفر السرّاج، وخلائق لا يحصون كثرة.