وهان عليَّ اللوم في جنب حبها … وقول الأعادي إنه لخليع
أصمّ إذا نوديت باسمي وإنني … إذا قيل لي يا عبدَها لسميع
وقال الحافظ أبو طاهر السِّلفي: كنتُ أنا وهو في رباط واحد بهمذان، وكان بيننا ألفة وتودد، وكان أذكى الخلق، وله قدرة على الكلام، وكان فاضلًا في الفقه وغيره، وحضرت مجلس وعظه.
وقال الحافظ أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسيّ: كان أحمد هذا من آيات الله في الكشف، سمعته بهمذان يقول: رأيت إبليس في هذا السّماط، فسجد لي، فقلت: ويحك، الله ﷿ أمره بالسجود لآدم فلم يسجد وسجد لك، فقال: والله لقد سجد لي أكثر من سبعين مرة.
قال: وكان يزعم أنه يرى النبي ﷺ في اليقظة، ويقول: أنا لا أحتاج إلى حديث عن النبيّ ﷺ، مهما قلتُ سمعه منّي.
قال: وسمعته يحكي عن بعض المشايخ يومًا حكاية، فسألته عنها؟ فقال: أنا وضعتها.
وذكره يوسف الشيرازي في كتاب "الضعفاء"، وذكره الحافظ العلامة أبو عمرو ابن الصّلاح، وذكر أن له كلامًا التقط منه مجلدات، قال: ووقفت على أربعة منها، فإذا هي مشحونة بشقاشق الصوفية، وجسارات متأخريهم، وله شعر على طريقتهم، قال: وكان يستقصر الفقهاء في كلامه، ويقول: إنهم أعداء أرباب المعاني، وكان العثماني المقدسي ببغداد ينكر عليه كلامه، وكان هو يلوح بالعثماني في كلامه، ذاكرًا أنه غير عارف بكلامه، وأنه واقف مع صورة الكلام ولم يصل إلى حقائقه (١).