للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أعيا على العذال قلبٌ والِهٌ … يهواك طوَّل عاذل أو قصّرا

سحرته مقلتك السحور فصار لو … عرف النصيحة في الملام لأنكرا

وعمرت ساحته بحسن باهر … مذ كان فهو بغير حسنك ما درى

ولما تولّى صاحبنا شرف الدين محمد بن محمود الإخميمي المعروف بابن القاسح (١)، القضاء بإخميم، توجّه جمعٌ كثير من أهلها وحضروا إلى القاهرة، وتبرّموا من ولايته عليهم، فصُرِفَ عنهم، ورجع قبل وصوله إلى إخميم، فنظم فخر الدين: شعر

يا بني القاسح اصبروا … كان ما كان وانقضى

زال من قبل كونه … ومضى قبل أن مضى

من رأى بارقًا خبا … قبل أن قيل أو مضا

أهل إخميم فاسجدوا … سجدة الشكر والرضا

صرف الله عنكم … ما كرهتم من القضا

واستمر على طريقة الأدباء من اللطافة والظرافة، حتى صحب بعض الصّوفية، فأخرجه عن الطريق المرضية، وادّعى أنه حصلت له حكمة الإشراق، ونسبه جماعة من أصحابنا إلى القرامطة، وسوء الأخلاق، والمرء بقرينه والله أعلم بيقينه.

واستمر على هذا الحال المعلوم إلى أن جاءه الأجل المحتوم، فتوفي في سلخ جمادى الأولى سنة أربع وعشرين وسبع مئة.


(١) هو شرف الدين أبو عبد الله محمد بن محمود بن يوسف الإخميمي الشافعي، المعروف بابن القاسح، وقيل: القاصح، توفي سنة ٧٣٨ هـ. الوفيات: (١/ ٢١٣ - ٢١٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>