للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يتقوّت به، فإذا ورد عليه ضيف أتى له أهل القرية بالضيّافة، فإن الجميع صاروا أصحابه وتلامذته، ولبسوا الخرقة منه.

وذكره عبد اللطيف النّرسي (١) في كتاب "الذيل" (٢)، وقال: حضرت عنده مرّة، وقد ورد عليه أضياف، واقترحنا عليه سماعًا، فأشار الشيخ إلى شخص من أصحابه، وقال: قل للفقراء شيئًا، فأنشد الفقير، وقال: شعر

صحت في الأظعان يا حاديهم … أين قلبي فأجابوا يا معنّى

قلبك المحزون قد حلّ بنا … أينما سرنا جميعًا سار معنا

لو أجيبت لمحبّ دعوة … لسألت الله في الظالم منا

وما تجنبنا وصالًا مللًا … إنّما هجراننا حرفٌ لمعنى

قد كشفنا في الهوى سرّ الحيا … وافتضحنا في هواكم واسترحنا

هكذا شيمة أرباب الهوى … من رآنا فليردّ الطرف عنّا

فأخذ الجماعة الحال، فقال الشيخ للقوال: رِفْقًا بأضيافنا قتلتهم علينا، فأنشد القوّال، وقال شعر:

قرعت بابك لا أخشى تمنّعه … وإن تمنّع لم أعذر ولم أَلُمِ


(١) هو أبو محمد عبد اللطيف بن أحمد بن محمد النّرسي الهاشمي البغدادي الصوفي، دخل الأندلس، وورد غرناطة سنة ٦١٣ هـ، توفي سنة ٦٢٣ هـ، من تصانيفه: الدليل في الطريق من أقاويل أهل التحقيق، ونزهة الناظر في مناقب الشيخ عبد القادر، وإباحة السماع. التكملة لكتاب الصة: (٣/ ١٤٤ - ١٤٥)، سير أعلام النبلاء: (٢٢/ ٢٩٢ - ٢٩٣)، نفح الطيب: (٣/ ٦٥).
(٢) كذا في الأصل، ولعلّ صوابه: الدليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>