ودخل اليمن، وتعيّن لقضاء القضاة بالديّار المصرية، وربّما أنه قيل ولّي وما تمّ له الأمر.
حدّث بشيء من شعره، كتب عنه الفضلاء، أنشدني شيخنا أثير الدين أبو حيان، أنشدني علاء الدين لنفسه هذا الدّوبيت، قال:
في السُّمر معان لا ترى في البيض … تاالله لقد نصحت في تحريضي
ما الشّهد إذا طعمته كاللبن يكفي فطنًا محاسن التعريض
وقوله:
وقالوا بالعذار تسلّ عنه … وما أنا عن غزال الحسن سالي
وإن أبدت لنا خدّاه مسكًا … فإن السك بعض دم الغزال
وحكى لي الشيخ أثير الدين أبو حيان قال: اجتمعت أنا وعلاء الدين وفخر الدين ابن درباس (١)، فرأينا شابًا يسبح في البحر، ثم طلع فتلطخ بالتراب، فقال علاء الدين: ينظم كل منا في هذا شيئًا، فتفرقنا كل واحد في جهة، ونظمنا، ثم اجتمعنا.
فأنشد علاء الدين قوله:
ومترّب لولا التراب بجسمه … لم تبصر الأبصار منه منظرا
(١) هو فخر الدين عثمان بن محمد بن عبد الملك بن عيسى بن درباس الماراني القاهري، نظم الشعر الجيد، وكان مقبول القول عند القضاة (ت ٧٢٥ هـ). أعيان العصر: (٣/ ٢٣١)، الدرر الكامنة: (٣/ ٢٦١).