للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فاهتدى به بغير واسطة، ولا بينه وبين أحد من المشايخ غير الإسلام رابطة.

حَكَى عنه الشيخ محمد بن أحمد بن عبيد أنه كان مسافرًا رفيقًا لهم، قال: فنزلنا في الطريق على عين بوارا، وهي التي يُجلب منها الملح البواري، وهي بين سنجار وعانة، وكانت الطريق مخوفًا، فلم يقدر أحد منَّا ينام من شدة الخوف، ونام الشيخ يونس، فلما انتبه، قلت له: كيف نمتَ مع شدة الخوف؟ فقال: ما نمتُ حتى جاء إسماعيل بن إبراهيم الخليل، صلوات الله عليهما، وتدرّك القَفْل.

وهذا يُحمَلُ على أنه رآه في ابتداء نومه، وأخبره أنه تدَرَّك القَفْل.

على أن بعض أصحاب هذه الطريق يَدَّعي رؤية الأنبياء، والاجتماع بهم في اليقظة.

قال: وكنت أيضًا عند الشيخ يونس في قريته، وعزمت على دخول نصيبين، فقال لي: إذا دخلتَ نصيبين، فاشتر لأم مساعد كفنًا، وهي أم ولده، وكانت في عافية، فقلتُ له: وما بها حتى أشتري لها كفنًا؟ فقال: ما يضرّ، فلما عدتُ وجدتها توفيت.

وأنشد عنه هذه المواليا قوله، :

أنا حميتُ الحمى … وأنا سكنتو فيه

وأنا رميتُ الخلائقَ … في بحارِ التِّيه

من كان يبغي العَطا … منِّي أنا أعطيه

أنا فتىً ما أُداني … من به تشبيه

وأصحابه يحكون عنه حكايات كثيرة، ويذكرون عنه معارفَ يدَّعُون أنها شهيرة، والله متولي السريرة (١).


(١) قال الذهبي في تاريخ الإسلام: (٤٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣): وفي الجملة لم يكن الشيخ يونس من أولي العلم، بل من أولي الحال والكشف، وكان عرِيًا من الفضيلة، وله أبيات منكرة، كقوله:
موسى على الطّور لمَّا خَرَّ لي ناجَى … واليثربيّ أَنَا جبتوه حَتَّى جا
=

<<  <  ج: ص:  >  >>