دع ذكر يحيى وجعفر وبعده … فضل وعرّج بأبي الفضائل (١)
عرّج على البحر إذا البحر طما … وعُجْ على الغيث الملتّ الهاطل
عبد الكريم مع بقايا فضله … أربى على عبد الرحيم الفاضل
قاض يقوم كلما أمّلته … بالجود بالفروض والنَّوافل
في كفّه أنبوبة من قصب … فاقت أنابيب الوشيج الذابل
كم يسّرت من عسرة لقاصد … وقرّبت من حاجة لآمل
وله موشحات حسنة، منها موشحته التي أولها قوله: شعر
من هام وجدا بذوات الحلى … مبتلى بالحدق السود وبيض الطلا
باللوى ملى حسن لديوني لوى
كم نوى قتلي وكم عذبني بالنّوى
قد هوى في حبّة قلبي بحكم الهوى
واصطلى نار تجنّيه ونار القلى … كيف لا يذوب من هام بريم الفلا
بي رشا دمعي بسرّى في هواه فشا
لو يشاء أطفأ مني جمرات الحشا
إن مشى مال به خمر الصّبا وانتشى
عطلا من الحميا يا مدير الطلا … ما خلا إذا أدار النّاظر الأكحلا
(١) يحيى وجعفر وفضل هم من البرامكة.