العاقل وتنبيه الغافل" (١)، و"كتاب في العروض"، وكتاب "الحماسة"، ضاهى بها حماسة أبي تمام، وذكر فيها أشعار المتأخرين من المتنبي، والمعري، ومن بعدهم، وذكر شيئًا من شعره.
وذكره ابن سعيد، فقال: كان من أشياخ المؤرخين، والأدباء المشهورين، ومن الذين هم بالإقراء معروفون، وبالفضل موصوفون.
وكان حافظًا لنكت تواريخ الأندلس قديمًا وحديثًا، صحبته بإشبيلية، ثم بالجزيرة الخضراء، ثم بتونس زمانًا.
وكان صبيٌّ من أعيان الجزيرة الخضراء، تهافت في حُبِّه جماعة من الأدباء والشعراء، ومنهم أديبٌ يقال له الفار، تسلَّط على البيَّاسيّ حتى سافر من الجزيرة الخضراء.
وكان البيَّاسي يلقَّبُ بالقُط، فنظم قوله: شعر
عذرت أبا الحجَّاج من ربِّ شيبة … غدا لابسًا في الحبِّ ثوبًا من القار
وألجأه الفأر المشارك للنَّوى … ولم أر قُطًّا قبله فرَّ من فار
وكان البيَّاسي يجتمع بهذا الصبي في جنة لوالده، على نهر وادي العسل، فنظم فيه قوله: شعر
جنَّة وادي العسل … كم لي بها من أمل
لو لم يكن ذُبابها … يمنع ذَوْق العَسل
قال ابن سعيد: ولما التقينا بتونس، بعد إيابي من المشرق، وقد ولج الظلام على وجه حبيبه المشرق، قلت لأبي الحجاج، مشيرًا إلى محبوبه، وقد غطَّى هواه على عيوبه، قوله: شعر