للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وصنَّف "كتابًا في أخبار أهل المغرب" (١).

وكان محدِّثًا، حافظًا، نسابةً، من أبدع الناس خطًّا.

قرأ عليه القيرواني، وأبي عيسى، وروى عنه الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، وأبو عبد الله التجيبي، وأبو القاسم الصفراوي، والهمْداني.

ومن شعره قوله: شعر

تناسيتَ ما أودعتُ سمعَكَ يا سمعي … كأنك بعد الضُّرّ خِلْوًا من النفع

أما عند عينيك اللَّتين هما هما … لمكتئبٍ يرجوك شيءٌ سوى المنع

فإن كنتَ مطبوعًا على الصدِّ والجفا … فمن أين لي صبر فأجعله طبعي

وإن يكُ أضحى نور خدِّك روضةً … فإنَّ على خدي غديرًا من الدَّمع

وله قوله:

أشكو إلى الله أنَّ لي سكنًا … أبصرتُه في المنام غضبانا

يمنعني النَّوم بالصُّدود فإن … أغفيتُ شيئًا وذاك أحيانا

أبصرتهُ معرضًا فيا عجبًا … يهجُرني نائمًا ويقظانا

عجبتُ منه إذ ليسَ يرحمني … ولستُ أشكو لو كان ما كانا


(١) سمّاه المغرب في محاسن أهل المغرب، قال ابن سعيد: هو مصنف كتاب المعرب في أدب المغرب، صنفه بمصر، وطرَّزه بالدولة الصلاحية الناصرية، وكان بالأندلس يكتب عن المستنصر بن هود، ونثرهُ كز ثقيل، ونظمه مغسول، ليس عليه طلاوة، وكأنه أراد معارضة كتاب القلائد، فنهق إثر صاهل، ولم يأت في جميع ما أورده بطائل، وأول خطبة كتابه: الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع العصاة رحمة وحلما.
وقال ابن الزبير الغرناطي: المغرب في محاسن المغرب، وقفت على ورقات منه؛ وهو من أنبه التواريخ، أجاد فيه كلّ الإجادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>