وإذا ما افتضحت دعني فإنّي … قد حلت سكرتي وطاب افتضاحي
قم فما العيش غير نهب كؤوس … من أكفّ الصباح حتى الصباح
أي عيش ألذ من عيش مثلي … ونديمي مدامة الأرواح
أجتليها من ساحر الطرف تحكي … لين أعطافه قدود الرّماح
بدويّ قد سلّ من سود عينيه … سيوفا تفل بيض الصّفاح
ما أماط اللثام في الليل إلا … قلت سبحان فالق الإصباح
جمل الحسن فصّلت منه حتّى … ليس فيها المحتاج للإيضاح
في هواه ما أطيب العمر يمضي … بين عبث من جده ومزاحي
فأسقينها أو يفسد السكر عقلي … فعلى مذهبي فسادي صلاحي
في مقام شربتها مع نديمي … أين كانت عواذلي واللواحي
من يكن دينه الخلاعة مثلي … ما عليه في سكره من جناح
كل ذنب أتيته حالة الصّحو … فسكري منها لذنبي ماحي
فصّلت خلعة السّرور على هيئة … مثلي فكان وفق اقتراحي
وانقضى كالمنام عمري … ما بين غدوٍّ لصبوة ورواح
فعلى أعين الكرام أجلُّ كاسي … لا على أعين الندامى الشحاح
كم يفوت البخيل من طيب عيش … نهبته ألبابُ أهل السَّماح
وله قال شعر: