للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحكى لي أيضًا أنه كان إذا أتى إليه يزوره، يضع بعض الكتب على بعض ليوسع له مكانًا يجلس فيه.

وكان لا يجمع بين إدامين، ولا يأكل اللحم إلا عندما يتوجَّه إلى نوى.

وحَكى عنه قاضي القضاة جمال الدين سليمان الزُّرَعي أنه كان يتردد إليه وهو شابٌّ، قال: فجئت إليه في يوم عيدٍ، فوجدته يأكل حريرة مُدَخَّنة، فقال لي: سليمان كُل، فلم يطب له، فقام أخوه وتوجه إلى السوق، وأحضر شوي وحلوى، وقال له: كل، فلم يأكل، فقال: يا أخي، هذا حرام؟ فقال: لا، ولكنه طعام الجبابرة.

ودارت عليه الفتوى بدمشق، وجُمعت فتاويه (١) في مجلدة لطيفة، ونفع الله به وبتصانيفه.

وجُمعَت له "ترجمة" (٢)، جمعها تلميذه علاء الدين ابن العطار، ذكر فيها من مناقبه وكراماته أشياء كثيرة، ومآثر غزيرة، ومضى على جميل وسداد.

شعر فيه قوله:

ومضى وما كُتِبتْ عليه خطيئةٌ … في ما نظُنُّ ولا ألَمَّ بمُنْكر

ومولده في العشر الأوسط من شهر المحرم، سنة إحدى وثلاثين وست مئة بنوى.

وتوفي ليلة الأربعاء، رابع عشرين رجب، سنة ست وسبعين.

كان قد مرض بدمشق، فخرج إلى نوى، وخرج الناس لوداعه باكين عليه، فتوفي ببلده.

ورثاه جماعة، منهم: ابن الطحان، والعفيف التلمساني، والبدر المنبجي، وابن مصعب بقصائد بلغت ست مئة بيت.


(١) تسمى المسائل المنثورة، طبعت بترتيب تلميذه علاء الدين ابن العطار بدار البشائر تحقيق: محمد الحجار.
(٢) طبعت باسم: تحفة الطالبين في ترجمة الإمام النووي سنة ١٤١١ هـ/ ١٩٩١ م بالإسكندرية، تحقيق: فؤاد عبد المنعم.

<<  <  ج: ص:  >  >>