أحْسِن إلى أناسٍ قد أنِسْنا … بقربهم زمانًا ثُمَّ غابوا
ونعلم أنَّنا لا بدَّ يومًا … نتابعهم فيجمعنا التراب
وقال ابنه أبو طاهر محمود: أنشدني والدي لنفسه قوله: شعر
ومذ أفلحَ الجُهَّال أيقنتُ أنَّني … أنا الميم والأيام أفلح أعلمُ
وأخَّرني دهري وقدَّم معشرًا … بأنهم لا يعلمونَ وأعلمُ
وعزمي أن أنسى علوميَ كلَّها … لعلَّ زماني عند ذلك يرحمُ
وأن أدّعي الجهل الذي هو سُلَّمٌ … إلى سلم هذا الدَّهر فالسِّلم أسلمُ
وكان بعض أصحابنا قد أنشدنا البيت الأول، وقال: لا أعرف له أولًا ولا ثانيًا، قال: فنظمت أنا هذه الأبيات: شعر
تأخَّرتُ لما أن تقدم جاهلٌ … وإنّي لمثلي في الزَّمان التقدُّمُ
وعندي من الآداب والعلم والحجى … لطائفُ يلقى رقمها وهو معلمُ
لذلك عاداني الزَّمان فكلما … دنوت من العلياءِ أُقْصى وأُحْرم
ولما رأيت الجهل قد ساد أهله … ويعزى إلى العلمِ امرؤٌ ليسَ يعلم
ولا تنطقُ الأيام باسمي لأنَّها … ترى من عماها أنَّ ذكري محرَّم
تذكَّرت بيتًا قاله قبلُ فاضلٌ … جليًّا ومعناه خفيٌّ ومبهمُ
ومذ أفلح الجُهَّال البيت المذكور.
ولأبي المعالي أيضًا قوله:
رواةُ أحاديثِ الرّسول عصابة … بهم يَثْبُتُ الإسلام والدّين والدّنيا