وكتب إلى ابن أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي الأصغر رقعة، وأرسلها إلى بغداد، وفيها: هذا لغز في "مقصورة ابن دريد"، فقال: ما يقول مولانا الإمام، إمام أئمة الأمصار، وصدر صدور الأقطار، وجامع مساند السنن والأخبار، العالي كعبه في تحبير تحرير كلام الأوائل على كعب الأحبار، في عروس جليت في ساعة واحدة على بعلين، وزُفَّت في ليلة إلى فحلين، وخطباها بظهور السماح لا بصدور الرماح، وملكاها بحل الصحاح لا بعقد النكاح، وافترعاها في الملاء، وليس على أبيها ولا عليها من عيب ولا جناح، وهي من المشهورات بين الأنام والمقصورات في الخيام، باسقة الفرع ثابتة الأصل، في الجمع جامعة للمناقب والفضائل، ساحبة ذيل البلاغة على سحبان وائل، فصيحة المقال فائزة عند النضال، غريبة عزيزة المنال، أمية تشف جواهرها من نظمت في سلكه، وتشرف من نجمت في ملكه، تزيد على الهرم حدة وشبابًا، وتفتح إلى الكرم طريقًا وبابًا، سما مجدها فَعَلا قدرها تيها، وعلا جدها فنسبت إلى جدها دون أبيها،