أليس من المغايظ أنَّ مثلي … يُقضِّي العُمر في فنِّ الكتابه
فيؤمر بعد ذلك باجتنابٍ … لها فيرى الخُطوب عن الخطابه
ويُطلبُ منه أن يبقى أميرًا … يُشدِّد نحو من يلقي حرابه
وحقّك ما أصابوا في حديثي … ولا لي إن ركبت لهم إصابه
وقال ابن سعيد: اجتمعت به بعد أن عاد من بغداد إلى الشام، وخرج للقاء الصاحب كمال الدين ابن العديم، وكنت جئت مع الصاحب من حلب، وكان الصاحب قد وصفه لي وبالغ في وصفه، وكان عند الصاحب العماد الدكالي المستثقَل الطلعة والكلام، فقال لي الصاحب: سر مع العماد حتى تجتمع بفخر القضاة، فإنه كثير ما يذكرك ويتشوَّف إلى رؤيتك، فكرهت أن يكون أول اجتماعي به مع هذا الثقيل، فغلب عليَّ حتى سرت معه، والقائلة قد حميت واشتد الحر، فلم يحسن الدكالي السّفارة، فحصل من فخر القضاة تقصيرٌ، فعجَّلت الانصراف وجئت إلى الصاحب فعرَّفته، فضحك.