وأُنكحه بكرًا عوانًا فريدة … تزفُّ ولا تغلو وإن كثُر المهرُ
وكم ليلةٍ قضَّيتها بمسرةٍ … وأنسٍ ومن وجه الحبيب لها فجرُ
نعمتُ بها في طيب عيش ولذَّةٍ … فقربٌ ولا فحشٌ وحبٌّ ولا وزرُ
أعانق غصنًا ما سقته يد الحيا … وألثم وردًا لا يقال له زهر
وإن بني حمويه خير فتيَّةٍ … لهم أوجهٌ بيضٌ وأنديةٌ خضرُ
إذا ركبوا في موكب فكأنهم … بدور وقد حُفّت بهم أنجمٌ زهر
أمولاي فخر الدين سمعًا شكايتي … فقد صدَّني عن مقصدي عبدك الدَّهر
وعاندني من غير جُرمٍ وخصَّني … بغدر بلا ذنبٍ وشيمته الغدر
ونظم أبياتًا على مثال أبيات الحريري، تُقْرأ بوجهين، أولها قوله:
إن الغرام يُهيِّجه صوتُ الحمام … إذا شدا بالنَّوْح والتكرار
لما ترنَّم للمحبِّ أَمَالَهُ … متأوِّدًا كتأوُّد الأشجار
ما نَغمة الأوتار مثل هديله … متغرّدًا أو نغمة المزمار
للنَّفس من ترجيعِه طربٌ … يُنَسِّي معبدًا وطرائق الأوتار
أغريتَ بالنَّوح المحب فناح … مثلك سرمدًا لكن بدمعٍ جاري
إن تنكروا خبري لساني معربٌ … بالمبتدا ومصادر المضْمار
ولد بهيت، يوم السبت عاشر المحرم، افتتاح شهور سنة خمس وسبعين وخمس مئة.
وتوفي بالقاهرة، ليلة الخامس عشر من شوال، سنة ثمان وثلاثين وست مئة.