للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

صَحِب الشيخ أبا الحسن الصبّاغ (١) بِقَنَا زمانًا طويلًا، وشفى به غليلًا، وكان يعرف بين الفقراء بأبي القاسم الصّغير، فنقلوا أن الشيخ قال: هو عبد الله كبير.

سمع الحديث من الحافظ المنذري، وروى عن شيخه جزءًا من كلامه، سمعه منه البدر الفارقي (٢)، سمعته منه.

ونقلوا عنه أنه حضر سماعًا، فقرأ القارئ قبل السماع على عادة الصوفية قوله تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى﴾ الآية (٣)، ثم ابتدأ القوّال فقال: لمن الأزمة بالقطار الأول، فقال أبو القاسم: للذين سبقت لهم منّا الحسنى، وصاح فخرجت عينه، أخبرني جماعة أنهم رأوه بهذه الحالة.

وقال لي بعض أصحابنا: إنه كان كثيرًا ما ينشد شعرًا:

غرست غروسًا رمت أجني ثمارها … فلا ذنب لي إن حنظلت شجراتها

وجئتم سعاةً للمعالي طوالعًا … ذروها لتسعى للمعالي سعاتها

توفي بقرافة مصر، ليلة الجمعة ثالث عشرين ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وست مئة، وقد علت سنّه وارتعش.

ورأيت ولدهُ عليًا (٤).


(١) هو الشيخ الصالح العارف أبو الحسن علي بن حميد المعروف بابن الصباغ، توفي سنة ٦١٢ هـ. نهاية الأرب: (٢٩/ ٤٥).
(٢) هو الشيخ بدر الدين أبو عبد الله مروان بن عبد الله بن منير الفارقي، توفي سنة ٦٧٥ هـ. تاريخ الإسلام: (٥٠/ ٢٠٥).
(٣) سورة الأنبياء: من الآية ١٠١.
(٤) انظر ترجمته في: الدرر الكامنة: (٤/ ١٨ - ١٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>