للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم، فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين) (١).

واصطلاحا: وصف يصير الشخص به أهلا للإيجاب له، أو عليه (٢)

المسألة الثانية: المعنى.

معنى هذه القاعدة: أن الأمر المتيقن هو أن الإنسان خلق خاليًا من المسؤوليات والالتزامات، أو حقوق الآخرين، فلا تشغل ذمته بأي حق، أو التزام إلا بدليل، أو بينة.

قال العز: الأصل براءة ذمته من الحقوق، وبراءة جسده من القصاص والحدود والتعزيرات، وبراءته من الانتساب إلى شخص معين، ومن الأقوال كلها والأفعال بأسرها، وكذلك الأصل عدم إسقاط ما ثبت للمدعي من الحقوق وعدم نقلها.

فيدخل في هذا جميع العقود والتصرفات، حتى الكفر والإيمان. (٣)

المسألة الثالثة: مستند هذه القاعدة.

هذه القاعدة مأخوذة من الحديث الذي رواه البخاري "ولكن اليمين على المدعى عليه" (٤).


(١) صحيح البخاري (٣/ ٢٠) برقم: ١٨٧٠.
(٢) شرح القواعد الفقهية (ص ١٠٥) وانظر: التعريفات للجرجاني (ص ٩٥) ط الحلبي. كشف الأسرار لأصول البزدوي (٤/ ٢٣٧)، والتوضيح والتلويح (٢/ ١٦٢)، وكشاف القناع عن متن الإقناع للبهوتي (٢/ ١١٧).
(٣) قواعد الأحكام في مصالح الأنام (٢/ ٣٢).
(٤) صحيح البخاري (٦/ ٣٥ ط السلطانية).

<<  <   >  >>