للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الرابع: المحل والشروط والمقصود]

تكلم العلماء عن النية من أوجه كثيرة مردها إلى أوجه سبعة، جمعت في قول القائل:

حقيقة حكم محل وزمن … كيفية شرط ومقصود حسن (١)

قلت: أما حقيقتها فتقدمت.

[أ- وأما حكمها]

فهي شرط لصلاح العمل، أو ركن العمل، وسواء هذا، أو هذا، فالعمل المشترط له النية باطل من غيرها (٢).

[ب- وأما محلها]

فالقلب والتلفظ بها لم يرد عن النبي إلا في التلبية في الحج، والعمرة، فيقول لبيك بحج، وكذا النية في النهار في صوم التطوع في قول؛ لثبوت قول النبي «إني صائم» (٣).


(١) وفي الفرائد
ثُمَّ كَلَامُ الْعُلَمَا في النِّيَّهْ … مِنْ أَوْجُهٍ كَالشَّرْطِ وَالْكَيْفِيَّهْ
وَالْوَقْتِ وَالْمَقْصُودِ مِنْهَا وَالْمَحَلّ … فَهَاكَ فِيهِ الْقَوْلَ مِنْ غَيْرِ خَلَلْ
(٢) الأشباه والنظائر للسيوطي (١/ ٩٧).
(٣) صحيح مسلم (٢/ ٨٠٨) عن عائشة أم المؤمنين ، قالت قال لي رسول الله ذات يوم يا عائشة، هل عندكم شيء؟ قالت فقلت يا رسول الله، ما عندنا شيء قال فإني صائم قالت فخرج رسول الله فأهديت لنا هدية - أو جاءنا زور - قالت فلما رجع رسول الله قلت يا رسول الله، أهديت لنا هدية - أو جاءنا زور - وقد خبأت لك شيئا، قال ما هو؟ قلت حيس، قال هاتيه فجئت به فأكل، ثم قال قد كنت أصبحت صائما قال طلحة فحدثت مجاهدا بهذا الحديث، فقال ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها، وإن شاء أمسكها.

<<  <   >  >>