للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإذا تعارضت الحاجيات مع التحسينيات قدمت الحاجيات.

كما أن المصالح إما واجبة، أو مندوبة، فإذا تعارضت مصلحتان واجبتان قُدّم أوجبهما.

وقد ورد في الشرع ما يدل على تفاوت التكاليف فمن ذلك:

حديث: "سئل رسول الله ، أيُّ العمل أفضل؟ فقال: إيمان بالله ورسوله، قيل: ثم ماذا؟ قال: الجهاد في سبيل الله، قيل: ثم ماذا؟ قال: حج مبرور (١).

فالإيمان أعلا مرتبة من غيره، ثم الجهاد، ثم الحج.

وقد ورد تفضيل الأعمال بعضها على بعض في نصوص عديدة، وقد رجح ابن عبد السلام أن هذا تبع لحال السائل قائلا: وقد سئل رسول الله : أي الأعمال أفضل؟ فقال: بر الوالدين.

وسئل أي الأعمال أفضل؟ فقال: الصلاة لأول وقتها.

وسئل أي الأعمال أفضل؟ فقال. حج مبرور.

وهذا جواب لسؤال السائل فيختص بما يليق بالسائل من الأعمال، لأنهم ما كانوا يسألون عن الأفضل إلا ليتقربوا به إلى ذي الجلال، فكأن السائل قال: أي الأعمال أفضل لي؟ فقال: بر الوالدين لمن له والدان يشتغل ببرهما، وقال لمن يقدر على الجهاد لما سأله عن أفضل الأعمال بالنسبة إليه: الجهاد في سبيل الله (٢).


(١) الفوائد في اختصار المقاصد (ص: ٣٢).
(٢) قواعد الأحكام في مصالح الأنام (١/ ٦٥).

<<  <   >  >>