والجمعة والسبت كتب الله له عبادة سبعمائة سنة»، فرويناه في فوائد تمام الرازي، وفي سنده ضعفاء ومجاهيل انتهى (١)
قلت: لا دليل على اختصاص رجب، لكنه مشمول بالعموم في فضل الصوم.
وأما الاستدلال بالرواية السابقة "إنه شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان" حينما سئل عن صيامه شعبان، فالحديث مختلف في صحته وعلى إمكان ثبوته، فليس فيه دلالة بينة على اختصاصه بالصوم، والقول بها تكلف بل غايته الإخبار أن الناس يغفلون عن شعبان، وفيه إشارة إلى أنهم كانوا يتعبدون في رجب بصوم وغيره كما في بقية الأشهر لا أنهم يخصونه بذلك دون غيره.
ومثل هذه الإشارات والمفاهيم لا تفيد في إثبات الاختصاص بالتشريع، لأن الدين البين يؤخذ من البينات الواضحات، ولو كان في صومه فضل مختص به لثبت في نصوص السنن، ولجاءت الآثار من فعل الصحابة كما جاءت في غيره.
لهذا فمن صامه ترك منه حتى لا يدخل في دعوى الاختصاص بلا حجة شرعية ثابتة.
[فضل صيام أكثر شعبان وحكم الصوم بعد المنتصف منه وصوم ليلة النصف من شعبان]
أما صوم شعبان فورد في صيامه ما في الصحيحين: عن عائشة قالت " كان رسول الله ﷺ يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله ﷺ استكمل صيام شهر قط إلا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان " وفي رواية لمسلم " كان يصوم شعبان كله كان يصوم شعبان إلا قليلا ".