للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهذا إن استدلوا به هنا يلزمهم كذلك رد صومه في الدخول؛ لأنه مخالف للحديث.

[المطلب الثاني: الحساب الفلكي واعتباره]

ثبت في الصحيحين ﴿فاقدروا له﴾ كما تقدم وهو يحتمل التضييق عليه ويحتمل غير ذلك فهو مشترك:

١ - وتفسير المشترك المجمل يرجع فيه إلى الأحاديث المفسرة وقد تقدم ذكر تفسيرها بإتمام العدة في عشرة أحاديث عن عشرة من الصحابة ونقل عن الصحابة كما تقدم وعليه فهذا متعين.

٢ - أما على الاحتمال الآخر وهو ﴿اقدروا﴾ أي ضيقوا فهو محتمل المعنى إما ضيقوا عليه فصوموا يوم الشك أو اقدروا له بالحساب أو اقدروا له بالاجتهاد وغلبته.

فابن عمر رأى أنه يصام يوم الشك حال الغيم تضييقا على الشهر، وإليه ذهب طاووس، وروي عن عائشة وأسماء، وهو قول أحمد (١).

٣ - أما على معنى التقدير له بالحساب، فهو قول ابن قتيبة وذلك أن معناه اقدروا له أي: بالحساب ومنازل القمر وهذا القول منقول عن مطرف بن عبد الله بن الشخير من كبار التابعين (٢)، قال ابن عبد البر: وقد حكى بن سريج عن الشافعي أنه قال: من كان مذهبه الاستدلال بالنجوم ومنازل القمر ثم تبين له من جهة النجوم أن الهلال الليلة وغم عليه جاز له أن يعتقد الصوم ويبيته ويجزئه. وقد بين ابن عبد البر أنه خلاف المثبت في كتبه.


(١) المغني لابن قدامة ت التركي (٤/ ٤١٦). الاستذكار (٣/ ٢٧٧)
(٢) الاستذكار (٣/ ٢٧٧).

<<  <   >  >>