للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن قصد به الصوت فقط، أما لو قصد استدعاء الخشوع ورقة القلب لسماع الصوت الحسن في القرآن فهذا لا يشمله (١)

وبين ابن قدامة أن الذي كرهه أحمد هو الإفراط (٢).

المسألة الخامسة: صلاة التراويح عبر البث لمن بجوار المسجد في جائحة كورونا وجوازه للنساء.

في زمن جائحة كورونا الوبائية كثرت التساؤلات عن حكم صلاة شخص التراويح من منزله، أو شقته في العمارة بجيرانه عبر مكبر الصوت أو الصوت والصورة.


(١) البيان والتحصيل (١/ ٢٧٥): وسئل مالك عن النفر يكونون في المسجد فيخف أهل المسجد فيقولون لرجل حسن الصوت اقرأ علينا يريدون حسن صوته، فكره ذلك وقال إنما هذا يشبه الغناء. فقيل له: أفرأيت الذي قال عمر لأبي موسى: ذكرنا ربنا، قال من الأحاديث أحاديث قد سمعتها وأنا أتقيها، ووالله ما سمعت هذا قط قبل هذا المجلس، وكره القراءة بالألحان وقال هذا عندي يشبه الغناء، ولا أحب أن يعمل بذلك، وقال إنما اتخذوها يأكلون بها ويكسبون عليها.
قال محمد بن رشد: إنما كره مالك للقوم أن يقولوا للحسن الصوت: اقرأ علينا إذا أرادوا بذلك حسن صوته كما قال، لا إذا قالوا ذلك له استدعاء لرقة قلوبهم بسماع قراءته الحسنة، فقد روي أن رسول الله، ، قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن، أي ما استمع لشيء مما استمع لنبي يحسن صوته بالقرآن طلبا لرقة قلبه بذلك
(٢) المغني لابن قدامة (٢/ ٦١٣ ت التركي): كره أبو عبد الله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة؛ وذلك لما روى عن النبي أنه ذكر في أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء. ولأن القرآن معجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيره. وكلام أحمد فى هذا محمول على الإفراط في ذلك، بحيث يجعل الحركات حروفا، ويمد في غير موضعه، فأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه؛ وانظر مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص ٢٣٧).

<<  <   >  >>