قال محمد بن رشد: إنما كره مالك ﵀ للقوم أن يقولوا للحسن الصوت: اقرأ علينا إذا أرادوا بذلك حسن صوته كما قال، لا إذا قالوا ذلك له استدعاء لرقة قلوبهم بسماع قراءته الحسنة، فقد روي أن رسول الله، ﵇، قال: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي يتغنى بالقرآن، أي ما استمع لشيء مما استمع لنبي يحسن صوته بالقرآن طلبا لرقة قلبه بذلك (٢) المغني لابن قدامة (٢/ ٦١٣ ت التركي): كره أبو عبد الله القراءة بالألحان، وقال: هي بدعة؛ وذلك لما روى عن النبي ﷺ أنه ذكر في أشراط الساعة أن يتخذ القرآن مزامير، يقدمون أحدهم ليس بأقرئهم ولا أفضلهم إلا ليغنيهم غناء. ولأن القرآن معجز في لفظه ونظمه، والألحان تغيره. وكلام أحمد فى هذا محمول على الإفراط في ذلك، بحيث يجعل الحركات حروفا، ويمد في غير موضعه، فأما تحسين القراءة والترجيع فغير مكروه؛ وانظر مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص ٢٣٧).