للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لثبوت رؤية هلال شوال، ولم يربط ذلك بحساب النجوم وسير الكواكب، وعلى هذا جرى العمل زمن النبي وزمن الخلفاء الراشدين والأئمة الأربعة والقرون الثلاثة التي شهد لها النبي بالفضل والخير، فالرجوع في إثبات الشهور القمرية إلى علم النجوم في بدء العبادات والخروج منها دون الرؤية من البدع التي لا خير فيها، ولا مستند لها من الشريعة، وإن المملكة العربية السعودية متمسكة بما كان عليه النبي والسلف الصالح من إثبات الصيام والإفطار والأعياد وأوقات الحج نحوها برؤية الهلال، والخير كل الخير في اتباع من سلف في الشئون الدينية، والشر كل الشر في البدع التي أحدثت في الدين. حفظنا الله وإياك وجميع المسلمين من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. (١).

[المطلب الثالث: توحيد دخول الشهر]

هذه من مشهورات المسائل قديمًا وحديثًا، وهي خلافية بين المذاهب الفقهية وحاصل ذلك منحصر في قولين:

فذهب الشافعية في المعتمد إلى أن لكل بلد رؤيتهم، والمذاهب الثلاثة على لزوم الرؤية للجميع (٢)

وهي مبنية على إطلاق ﴿صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته﴾ (٣)، ولما كانت


(١) وانظر فتاوى اللجنة الدائمة - ١ (٦/ ١٤٤).
(٢) الذخيرة للقرافي (٢/ ٤٩٠). نهاية المطلب في دراية المذهب (٤/ ١٨). المجموع شرح المهذب (٦/ ٢٧٣). الشرح الكبير على المقنع ت التركي (٧/ ٣٣٥). فتح القدير للكمال ابن الهمام وتكملته ط الحلبي (٢/ ٣١٣)
(٣) متفق عليه.

<<  <   >  >>