للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على عدم تأثير الداوء الواصل من العضل فلو (أوصل الدواء إلى داخل لحم الساق) لا يفسد صومه (١).

أو (كمداواة جرح عميق لم ينفذ إلى الجوف) (٢).

كما أن المذاهب الأخرى لا تقول بذلك حسب قواعدهم التي ذكرناها؛ لأن العلة عند الحنفية وصول المادة إلى أحد الجوفين، وهو البطن والدماغ من أي منفذ مفتوح وقاعدة المالكية وصل المادة إلى الحلق من أي منفذ علوي، أو وصول السائل عبر الدبر، أو فرج المرأة وبناء عليه فهذا محل اتفاق بين المذاهب الخمسة.

ولهذا قرر المجمع الفقهي بناء على ما قدمه الخبراء من أهل الطب من تصور يفيد أنه لا علاقة لها بالجهاز الهضمي؛ لأن تصوير المسألة عبارة عن تشرب للمادة الدواية عبر المسام الجلدية.

فالإبر العضلية الدوائية، أو التطعيمات وغيرها لها هذا الحكم، ولا مخالف نعلمه من علماء العصر في هذه المسألة، وقد نقل الشيخ القرضاوي الإجماع عليها (٣).

[ثالثا: الإبر التي تسبب الإقياء تصورها وحكمها]

هذه نوع من الإبر تعطى تحت الجلد تسبب التقيؤ (وتدعى (أبومورفين) تعطى في حالات التسممات الدوائية). (٤)

وعلى هذا يجري الخلاف فيها بناء على مسألة من تعمد التقيؤ، وقد


(١) روضة الطالبين وعمدة المفتين (٢/ ٣٥٨).
(٢) الفروع وتصحيح الفروع (٥/ ١٧).
(٣) فقه الصيام، مرجع سابق، ص ٨٥. المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة (ص ٢٧٦)
(٤) مجلة مجمع الفقه الإسلامي (١٠/ ٧٦٠ بترقيم الشاملة آليا).

<<  <   >  >>