للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما ما أخرجه النسائي عن ابن عباس قال: «كان رسول الله لا يفطر أيام البيض في حضر ولا سفر» (١)

ففيه ضعف، وهو محتمل التحسين فغاية ما فيه يعقوب بن عبد الله بن سعد القمي

عن جعفر بن أبي المغيرة القمي وكلاهما موثقان وأدنى رتبتيهما ما قاله الحافظ صدوق يهم.

ولكن تفردهما بهذا اللفظ يجعل في النفس شيئا، لذلك قال البزار وَهَذَا الْحَدِيثُ لا نَعْلَمُهُ يُرْوَى بِهَذَا اللَّفْظِ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ بِهَذَا الإِسْنَادِ. (٢)

وقد أخطأ مصنفو المسند الجامع المعلل في ذكر عبيد الله العبسي من أسباب إعلال الحديث فهو من رجال الشيخين قال في التقريب: ثقة كان يتشيع، وقال في هدي الساري: من كبار شيوخ البخاري سمع من جماعة من لم يخرج له البخاري من روايته عن الثوري شيئا واحتج به هو والباقون.

واضطرب الشيخ الألباني فتارة يحسنه كما في الصحيحة وتارة صححه كما في الجامع وتارة ضعفه كما في النسائي.

[صوم المحرم وتحقيق المقام في صيام الأشهر الحرم]

وأما صوم المحرم ففي مسلم «عن أبي هريرة قال: قال رسول الله :

"أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم. وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل"» (٣)

وصيام شهر المحرم هو المنصوص الثابت ولا يصح في غيره من الأشهر الحرم، وقد وقع وهم هنا في الموسوعة الكويتية حيث قالوا: ذهب


(١) سنن النسائي (٤/ ١٩٨).
(٢) (ج ١١: ص ٢٥٢).
(٣) صحيح مسلم (٢/ ٨٢١ ت عبد الباقي).

<<  <   >  >>