أو غيره؛ لأنه يسمى شربا حتى الصبغة الطبية، أو السوائل العلاجية؛ لأنها شراب فيصدق عليها المنع ولأنها ماء في أصل تكوينها. وكل مائع. هو هذا المفطر يقينا كم تدل عليه اللفظة القرآنية.
فالضبط: كل مأكول أو مشروب عادي أو نادر، فهو مفطر.
فخرج ما لم يكن مأكولا أو مشروبا كالبخور ونحوه وخرج ما ليس مأكولا ولو على وجه الندرة كالزجاج.
[الحد الجامع المانع لمحل المفطرات]
أما محل هذه المفطرات فهو دخولها إلى الجهاز الهضمي من الحلق الباطن إلى المعدة وتوابعها من الأمعاء.
والبلعوم والمريء وسيلتان موصلتان إلى المعدة كالفم، لكن الفم يمكن التحكم فيما دخل فيه بلفظة
بخلافهما فإذا وصل الطعام لهما فلا يمكن عودته عادة
ولو تصورنا إمكان عودته لكان مجرد الوصول للمحل مفطرًا؛ لأنه لا بد أن جزءًا من الشيء الداخل قد تحلل ودخل المعدة، وقد تصور الحنفية مسألة الخيط وتعليق المفطر بها، وزعموا فرضية أنه معلق بخيط وأعيد بسحب الخيط لما كان مفطرًا.
لذلك شرطوا استقرار المفطر وهي مع أنها إيغال في النظريات لاستحالة رجوع الطعام بدون أن يتحلل ويبقى منه جزء يصل إلى المعدة إلا في حالة وضع في كيس بلاستيكي.
وهذا في الحالة الطبيعية من فعل ذلك، وهو صائم فهو لاعب، أو مجنون، أو مريض نفسي.
أما في الحالات العلاجية فهذا لم يوجد إلا في زماننا في مسألة منظار المعدة، وأما الأمعاء الدقيقة والغليظة فكلها محل امتصاص للغذاء واستقراره بتفاوت.