للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومذهب الحنابلة سنية الجماعة ونقل ابن قدامة إجماع الصحابة على الجماعة، قال: إجماع الصحابة على ذلك (١).

ونقل الإجماع على سنية الجماعة النووي فقال: قال أبو العباس وأبو إسحق صلاة التراويح جماعة أفضل من الانفراد لإجماع الصحابة وإجماع أهل الأمصار على ذلك (٢).

والحاصل أن الإجماع انعقد على المشروعية في جماعة في المساجد، والذين قالوا إنها في البيت أفضل كالمالكية بشرط ألا يتعطل المساجد ودليلهم عام في أفضيلة النوافل في البيت ودليل غيرهم خاص برمضان فلا تعارض، إذ يقدم الخاص على العام. كما هو مقرر في علم الأصول، وهو ما تدل عليه تصرفات الشرع.

[المسألة الثالثة: عدد ركعات التراويح وصلاة الليل عموما وثبوت ثلاثة عشر كيفية بذلك]

أما عددها فأصول المسألة الحاكمة لها هي سنن ثابتة بلا خلاف، قولية، وفعلية.

فالقولية حديث ابن عمر المتفق عليه: ﴿عن ابن عمر: «أن رجلا سأل رسول الله عن صلاة الليل، فقال رسول الله : صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة، توتر له ما قد صلى﴾ (٣)، فهذا فيه إطلاق بدون تقييد إلا بالصبح.

وأما الفعلية فقد ثبت عنه صلاة أحدى عشرة ركعة، وصلى ثلاثة عشرة ركعة.


(١) المغني لابن قدامة - ت التركي (٢/ ٦٠٥).
(٢) المجموع شرح المهذب (٤/ ٣١).
(٣) صحيح البخاري (٢/ ٢٤ ط السلطانية) صحيح مسلم (١/ ٥١٦ ت عبد الباقي).

<<  <   >  >>