للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت وقد استدل بعض علماء عصرنا بهذا الكلام على العمل بالحساب الفلكي في النفي، وهذا غير صحيح على إطلاقه فإن النفي درجات فإن كان نفي إمكان الرؤية مع وجوده لكن لقربه من الشمس مثلًا فهذا ظني؛ لأنه مبني على أن الراصد بيرس والراصد ستام استطاعا أن يبلغا في الرصد إلى درجة لم يبلغها أحد. وهذا ليس كاف في القطع.

فإن كان المقصود القطع بأن الهلال غاب قبل الشمس فيحتاج الخبر لبلوغ القطع أن يكون من قرر ذلك من علماء الفلك المسلمين متواترًا وأن يصل الخبر إلينا متواترا. فهذا قاطع ترد به شهادة اثنين وقد تقدم.

[المالكية]

١ - ذهب المالكية كغيرهم إلى عدم اعتماد الحساب الفلكي.

٢ - ولا يقتدى عندهم بالإمام إن صام وأفطر على الحساب.

"وقد روى ابن نافع عن مالك في المزنية في الإمام لا يصوم لرؤية الهلال ولا يفطر لرؤيته، وإنما يصوم ويفطر على الحساب أنه لا يقتدى به ولا يتبع، قال القاضي أبو الوليد فإن فعل ذلك أحد، فالذي عندي أنه لا يعتد بما صام منه على الحساب ويرجع إلى الرؤية وإكمال العدد، فإن اقتضى ذلك قضاء شيء من صومه قضاه، والله أعلم. " (١)

٣ - إلا أن هناك رواية شاذة في المذهب بالقول به قال الحطاب: " وهي رواية شاذة في المذهب، رواها بعض البغداديين عن مالك"، انتهى.

وقال ابن عرفة: "وحساب المنجمين؛ لقول ابن بشير: ركون بعض البغداديين له باطل". قال ابن عرفة: "قلت: لا أعرفه لمالكي" (٢).


(١) المنتقى شرح الموطإ (٢/ ٣٨).
(٢) مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (٢/ ٣٨٧).

<<  <   >  >>