للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا فالعلة المتعلقة بالعين عند جميع المذاهب باعثه سؤال هل هي موصلة لمحل الإفطار أم لا؟

وزاد الشافعية عدم الجوفية.

والقول بعلة اتصالها بالحلق علة تحتاج في تحريرها إلى الطب المعاصر وتوهم وجود الأثر، أو الطعم في الحلق إنما هو بالمسام وليست المسام منفذا.

[٥ - منفذ الأذن وتعليله]

وهكذا الخلاف في الأذن مبني على نفس العلل فمنهم من ظن أنها موصلة للحلق والمعدة فتفسد الصوم وهم المالكية طردا لعلتهم وكذلك الحنابلة (١).

ومنهم من جعلها جوفا قياسا على الجوف الحقيقي وهم الشافعية فتفسد الصيام (٢).

والملاحظ أن الحنابلة لم يجعلوا العلة تجوف الأذن؛ بل الواصل منها إلى جوف الدماغ (٣).

ولهم نص آخر أن التجويف المحيل للدواء، أو الغذاء مفسد للصوم بالمفطرات.

وعلى هذا النص، فإن الأذن عندهم تجويف محيل للدواء (٤).


(١) المدونة (١/ ٢٦٩) المبدع في شرح المقنع (٣/ ٢٢).
(٢) مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (٢/ ١٥٦).
(٣) المبدع في شرح المقنع (٣/ ٢٢).
(أو داوى المأمومة، أو قطر في أذنه ما يصل إلى دماغه) لأن الدماغ أحد الجوفين فالواصل إليه يغذيه فأفسد الصوم كالآخر (أو أدخل إلى جوفه شيئا من أي موضع كان).
(٤) الفروع وتصحيح الفروع (٥/ ٧)، أدخل إلى مجوف فيه قوة تحيل الغذاء أو الدواء شيئا.

<<  <   >  >>