للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثانيا: النظر حسب التفصيل الطبي

أما إن أردنا التفصيل بحسب الحالات التي عينها الأطباء حسب ما تقدم فنقول: إن الصوم متعلق بالاستطاعة وتبين من قرار الأطباء أن مرضى السكر من النوع الكهلي بنوعيه يستطيعون الصيام بلا ضرر عليهم فيلزمهم الصوم.

فإن قيل فلماذا لا يقال بجواز إفطارهم فأقول علق الله الرخصة بالمرض، وهي راجعة إلى العرف الطبي والعرف الشائع فيمن سمي مريضا كان له الإفطار ويقضي.

لكن مريض السكر الكهلي هل يسمى مريضًا ممن يحق له الرخصة الجواب لا يجوز له ذلك؛ لأن مرض السكر كما أفاد الأطباء من هذه الدرجة هو خلل في عمل الأنسولين في الجسم وهذا يعالج بالحمية، أو الحمية مع الحبوب الخافضة وبهذه الإجراءات يكون في حكم الصحيح. فيجب عليه الصيام والالتزام بتوجيه الطبيب.

وأما من النوع الثاني فهو مرض ظاهر يترتب على الصوم في هذه الحالة ضرر بالجسم، فعليه الفطر بل قد يجب في بعض الحالات.

وعليه أن يطعم عن كل يوم مسكينًا؛ لأنه عاجز عن الصوم والقضاء.

[المسألة الثالثة: الأمراض المعاصرة والصوم]

ما يتعلق بالمفطرات المعاصرة عقدنا لها فصلًا مفصلًا مؤصلًا وليس هو غرضنا هنا.

إنما غرضنا ما بينه الأطباء من الأمراض المعاصرة التي عمت بها البلوى وتأثير ذلك المرض في الإفطار؛ لأن الأمراض المعاصرة توسعت حتى شملت ما يتعايش معه المريض جبلة فلا يسمى كل مرض معاصر مرضا شرعيًا يبيح الفطر للصائم.

فالمرض المقصود هو ما عرف في الوضع والعرف الجاري على

<<  <   >  >>