للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رطبات، فتمرات، فإن لم يكن تمرات حسا حسوات من ماء (١). أخرجه أحمد وقال الدارقطني «هذا إسناد صحيح»

وهذا الهدي النبوي لما في الرطب والتمر من الفوائد للصائم عند فطره، فلزوم هذا السنن وعدم الإسراف في المآكل يورث هذا المقصد الصحي الهام.

ولحفظ هذا المقصد رخص للمريض والمسافر لما تلحقه من المشقة ورخص للكبير الذي لا يقدر على الصوم ورخص للحامل والمرضع حفاظًا عليهما وعلى ولدهما.

فدل هذا على تأكيد مقصد صحة البدن في الصيام، وهو راجع إلى المقصد الأكبر وهو حفظ النفس.

٥ - مقصد المغفرة.

ومن مقاصده غفران ذنوب الأمة وحدد لهذا نسقات ثلاثة:

١ - نسق الخاصة وهم من قام ليلة القدر.

٢ - النسق الوسط وهم من قام رمضان.

٣ - نسق الأمة كلها وهم من صام رمضان.

وكلها مقيدة بأن تكون على وجه الإيمان والاحتساب لله.

فمن فاته نسق أدرك الآخر، ولن يخرج أحد من الأمة من جميع هذه النسقات إلا من ترك الصيام جملة. يدل لذلك ما في صحيح البخاري: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ، حَدَّثَنَا يَحْيَى، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ ، قَالَ: ﴿مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ﴾ (٢)

ولتحقيق هذه المقاصد العظيمة سهل الله طريق الصيام، فجعلها أيامًا


(١) مسند أحمد (٢٠/ ١١٠ ط الرسالة) سنن الدارقطني (٣/ ١٥٥)
(٢) صحيح البخاري (٣/ ٢٦).

<<  <   >  >>