للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كقوله -تعالى-: فيها يفرق كل أمر حكيم وقوله -تعالى-: تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم بفعل ما هو من وظيفتهم وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره (١).

وقال التوربشتي: إنما جاء القدر بسكون الدال وإن كان الشائع في القدر الذي هو مؤاخي القضاء فتح الدال ليعلم أنه لم يرد به ذلك وإنما أريد به تفصيل ما جرى به القضاء وإظهاره وتحديده في تلك السنة لتحصيل ما يلقى إليهم فيها مقدارا بمقدار (٢).

[المطلب الثاني: تحري ليلة القدر وطلبها]

ثبتت النصوص عن النبي صلى الله عليه أنه أمر بتحريها بقوله: ﴿تحروها، التمسوها ابتغوها﴾. وكلها في الصحيحين، وهو أمر ترغيب وحث.

وثبت من فعله أنه كان يتحراها وثبت أنه اعتكف في العشر الوسطى، ثم في الأواخر، وكان يلتمس ليلة القدر (٣).

فعن أبي سعيد الخدري : ﴿كان رسول الله يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه


(١) فتح الباري لابن حجر (٤/ ٢٥٥).
(٢) فتح الباري لابن حجر (٤/ ٢٥٥).
(٣) صحيح البخاري (٣/ ٤٦ ط السلطانية).

<<  <   >  >>