للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

غاية التحرز ألا تصل إلى الحلق. فإن وصلت إلى الحلق ولم يتحقق نزولها منه، فإن صومه صحيح.

وإن سبق إلى حلقه بدون تفريط فلا شيء عليه قياسا على الناسي؛ لأن الخطأ تجاوز الله عنه وما سبق للحلق غير مفطر عند الشافعية، والحنابلة كما تقدم.

[سابعا: بخاخ الأنف]

أما بخاخ الأنف المستعمل لبعض أنواع الحساسية فلا يصل إلى الحلق أصلًا وعليه فالقول فيه كالقول في القطرات من باب أولى فهو لا يفطر الصائم ولو قسناه على السعوط في المذاهب الأربعة فهو مفطر؛ لأن علة السعوط عندهم أنه موصل للجوف، أو الدماغ، وقد تقدم مناقشة ذلك وبيان عدم اتصال الأنف بالدماغ تشريحيًا.

[ثامنا: المعالجات في الدماغ وأثرها في الصوم]

أما ما يعالج به الدماغ فقد تكلم الفقهاء كلام مبنيا على تصور طبي تشريحي أبطله الطب الحديث فلا علاقة للدماغ بالجوف، ولا بالجهاز الهضمي البتة.

ولو اعتبرنا علة الجوفيات فقد بين الطب الحديث وجود جوفيات كثيرة في الجسم (١)

وقد تقدم نقض هذه العلة ولتصور الدماغ ننقل كلام الخبراء: "الدماغ لا علاقة له بالجهاز الهضمي، وبالتالي فإن ما يدخل إلى الدماغ من جرح (وهو ما يسميه الفقهاء بالمأمومة) لا يصل شيء منه إلى البلعوم، أو الأنف مهما وضع فيه دواء، أو غيره. وبالتالي، فإن المأمومة لا تعتبر سببًا لإفساد الصيام. ولا يصل (السائل الدماغي - الشوكي) الذي يسيل حول النخاع الشوكي إلى الأنف والبلعوم


(١) كما في بحث الدكتور البار المتقدم في مجلة المجمع.

<<  <   >  >>