للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد فسرها الآخرون بالطريق الأخرى يسلم من كل ركعتين، لكن هذا ليس لازما إذ لا ملجئ له فحمله على تعدد الحال مقدم، وقد ثبت أنه صلى الوتر بثلاثة عشر كيفية استوفاها أبو محمد ابن حزم.

والخلاصة أن الدليل غير ناهض على الدعوى فالحق مع الجمهور في عدم بطلان صلاة أربع ركعات في التراويح بتسليمة والله أعلم.

[حكم تتبع حسن الصوت في صلاة التراويح وحكم التغني بالقرآن]

مسألة تتبع حسن الصوت هذه المسألة مبنية على جواز تزيين التلاوة بالصوت، وهذا مشروع ورد في نصوص حاكمة للباب.

فمنها ما يبين المشروعية في ذلك كما ورد في الصحيحين: عن أبي هريرة أنه كان يقول: قال رسول الله : ﴿لم يأذن الله لشيء ما أذن للنبي يتغنى بالقرآن﴾ (١).

وقال صاحب له: يريد يجهر به قال سفيان: تفسيره: يستغني به (٢).

ومنها ما يفيد الحث المؤكد على ذلك منها: ما في الصحيحين عن أبي هريرة أن النبي قال: ﴿ليس منا من لم يتغن بالقرآن﴾.

ومنها ما يفيد الأمر والطلب فما رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي عن البراء بن عازب أن النبي قال: ﴿زينوا القرآن بأصواتكم﴾.

ومنها ورود المدح بذلك. كما في الصحيحين: عن أبي موسى؛ قال:


(١) صحيح البخاري (٦/ ١٩١ ط السلطانية) صحيح مسلم (١/ ٥٤٥ ت عبد الباقي)،.
(٢) مقاييس اللغة (١/ ٧٦)، وَالْأَذَنُ الِاسْتِمَاعُ، وَقِيلَ أَذَنٌ لِأَنَّهُ بِالْأُذُنِ يَكُونُ. وَمِمَّا جَاءَ مَجَازًا وَاسْتِعَارَةً الْحَدِيثُ: مَا أَذِنَ اللَّهُ تَعَالَى لِشَيْءٍ كَأَذَنِهِ لِنَبِيٍّ يَتَغَنَّى بِالْقُرْآنِ وَقَالَ عَدِيُّ بْنُ زَيْدٍ:
أَيُّهَا الْقَلْبُ تَعَلَّلْ بِدَدَنْ … إِنَّ هَمِّي فِي سَمَاعٍ وَأَذَنْ

<<  <   >  >>