تنوم المريض بسرعة، ثم يدخل أنبوب خاص مباشرة إلى الرغامي (القصبة الهوائية) عبر الأنف، أو الفم ويوصل هذا الأنبوب إلى جهاز التنفس الاصطناعي، ويتم عن طريقه إعطاء الغازات التي تؤدي إلى تخدير المريض خلال فترة العملية الجراحية، وهذه الغازات لا علاقة لها بالجهاز الهضمي (١).
[النظر الفقهي]
تبين من خلال هذا التصور الطبي أن هذا النوع لا مدخل له في المفطرات لا حقيقة، ولا معنى، ولكن وصول أنبوب إلى القصبة الهوائية التي تسمى الرغامي، هو تجاوز للحلق الذي سبق وأن تكلمنا عنه ونقلنا المذاهب الفقهية، وإن أخذنا بظاهر كلام المذاهب الأربعة، فإن إدخال هذا الأنبوب عبر الحلق إلى القصبة الهوائية يفسد الصيام عند المذاهب الفقهية حاشا الحنفية، والظاهرية.
لأن المالكية، والحنابلة لم يفصلوا في باطن وظاهر للحلق؛ بل حتى على قول الشافعي؛ لأن الأنبوب تجاوز الحد الباطن للحلق إلا أن الحنفية اشترطوا استقرار المفطرات، أما اتصالها بالخارج ولم تستقر فلا تفطر وعليه فلا يفطر على قولهم.
ولكن إن نظرنا إلى تحليل كلامهم نجد أن الحلق أصلًا وسيلة إلى الجوف ولما كان وصول الشيء إليه غالبا يوصل إلى الجوف تعلق الحكم به؛ لأن وصول الشيء إلى المعدة وعدم وصوله أمر خفي لا ندركه فنعلق العلة بالظاهرات ولذلك نقول إن القول بالتخريج على ظاهر مذاهبهم بدون معرفة أسرار الفقه قد يوقع الناظر في الخطأ والتقول عليهم.
والصحيح أن إدخال الأنبوب إلى الجهاز التنفسي لا علاقة له
(١) البحوث الطبية المقدمة للمجمع، مجلة مجمع الفقه الإسلامي (١٠/ ٧٥٩ بترقيم الشاملة آليا)