للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الدائرة الثالثة: هي المقيسة]

وهو الدماغ وما يلحق بالجوف مثل الأذن والإحليل وفرج المرأة، وهذا محل خلاف كثير ستأتي عند الكلام عليها مفردة في الفصل التالي.

فالدماغ محل إفساد للصوم عند الشافعية، والحنابلة والحنفية وعلته عند الشافعية، والحنابلة كونه جوفًا فيقاس على الجوف البطني لعلة الجوفية.

أما الحنفية فالعلة كونه موصلًا للجوف، وهذا هو المعتمد.

أما المالكية فلم يعتبروا الرأس البتة، ولا عبرة عندهم بمأمومة، ولا غيرها إلا إن وصل إلى الحلق ولو من مسام الرأس كمن وضع حناء على رأسه فوجد طعمه في حلقه فالعبرة عندهم بالوصول إلى الحلق من أي منفذ علوي ضيقا، أو واسعا.

قاعدة المنافذ الكلية:

سأذكر هنا قاعدة المنافذ على جهة الإجمال، ثم أفصل كل منفذ بالقول فيما سيأتي (١).

فللجوف منافذ علوية وسفلية طبيعية، أو طارئة كطعنة في الجوف، أو مأمومة، فما وصل من هذه المنافذ أفسد الصوم عند الثلاثة الحنفية، والشافعية، والحنابلة.

أما المالكية فقصروا ما يصل من المنافذ العلوية الطبيعية على اشتراط وصوله للحلق فقط ووسعوا المذهب في المنافذ العلوية جدًا وضيقوا القول في حكم المنافذ السفلية.


(١) بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (٢/ ٩٣) الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار (ص ١٤٥) بداية المجتهد ونهاية المقتصد (٢/ ٥٢) الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (١/ ٥٢٣). منهاج الطالبين وعمدة المفتين في الفقه (ص ٧٥) الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف (٧/ ٤٠٩ ت التركي.

<<  <   >  >>