للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[صوم الاثنين والخميس]

أقول: أما الاثنين والخميس فثبت في ذلك أحاديث منها: ما جاء في مسلم «عن أبي قتادة الأنصاري ؛ إن رسول الله سئل عن صوم الاثنين؟ فقال

"فيه ولدت. وفيه أنزل علي"» (١)

ومن حديث عمر في مسلم كذلك أن النبي «سئل عن صيام الدهر؟ فقال:

"لا صام ولا أفطر (أو ما صام وما أفطر) " قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال " ومن يطيق ذلك؟ " قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: "ليت أن الله قوانا لذلك" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال "ذاك صوم أخي داود " قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال "ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه) " قال: فقال "صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال "يكفر السنة الماضية"» (٢)

ومنها في المسند وغيره عن «أبي هريرة أن رسول الله كان أكثرُ ما يصوم الاثنين والخميس، قال فقيل له، قال فقال: "إن الأعمال تعرض كل اثنين وخميس" أوكل يوم اثنين وخميس فيغفر الله لكل مسلم أو لكل مؤمن إلا المتهاجرين فيقول أخرهما"» (٣) ومنها عن عائشة (٤) وقد جاء عن غيرهم من الصحابة. والحديث حسن صحيح.

قال ابن عبد البر: «وفيه دليل على فضل يوم الاثنين والخميس على غيرهما من الأيام وكان رسول الله يصومهما ويندب أمته إلى


(١) صحيح مسلم (٢/ ٨٢٠ ت عبد الباقي).
(٢) صحيح مسلم (٢/ ٨١٩ ت عبد الباقي).
(٣) مسند أحمد (٨/ ٢٨٩ ت أحمد شاكر).
(٤) مسند أحمد (٤١/ ٥٤ ط الرسالة) وسنن الترمذي (٢/ ١١٣ ت بشار).

<<  <   >  >>