ولأن الماهية يتعلق بها تحديد مصححات العبادة نجد تعريفه متحدا عن المذاهب مع زيادات مذهبية طفيفة.
فالحنفية، والمالكية يشرطون الصوم فيه للحديث عندهم، وشرط المالكية يومًا وليلة كذلك لما سيأتي. أما بقية الماهية، فهي محل اتفاق.
ومن خلال ما تقدم يتبين أن الماهية المصححة للاعتكاف هي:
١ - اللبث في المسجد.
٢ - بنية الاعتكاف.
٣ - من مسلم.
٤ - عاقل.
٥ - طاهر من حيض ونفاس وجنابة.
فهذه هي ما يقوم عليها أحكام الباب.
وعلى هذا سنشرحها واحدة واحدة، ونبين من خلالها سؤال الدلالة، وسؤال الثبوت وسؤال التعارض وسؤال الحكم بالتفصيل؛ لأن سؤال الدلالة متعلق بمواضع دلالات النصوص على الحكم المعين.
وسؤال الثبوت متعلق بثبوت نص السنة وتعلق بهذا السؤال معرفة الضعيف ليكون للفقيه على بال والضعاف في باب الاعتكاف هي:
قال أبو داود: حدثنا وهب بن بقية، أنا خالد، عن عبد الرحمن يعني: ابن إسحاق، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة أنها قالت: ﴿السنة على المعتكف أن لا يعود مريضا، ولا يشهد جنازة، ولا يمس امرأة، ولا يباشرها، ولا يخرج لحاجة إلا لما لا بد منه، ولا اعتكاف إلا بصوم،