ونقول مطمئنين بإخراج الفروع والصور الغريبة التي ابتعدت عن المقصد بل خرجت عنه وأخلت به وأخلت بمقصد التيسير إلى التعسير والمشقة.
وقد بلغت المفطرات عند بعض المذاهب ستين نوعًا لا يقدر عموم المكلفين على فهمها ولا حفظها ولا التوقي منها.
ولو طبقنا هذه المفطرات جميعًا على كل فرد لما خلا فرد من شيء منها، وانظر فقط إلى شريحة المرضى، فقطرة العين وقطرة الأذن تكفي لإبطال صوم ملايين على هذه الفتوى.
أما مسألة من بلع الحصاة أو أكل زجاجًا فهي خارجة أصلًا عن العادة البشرية؛ لأن من فعلها عمدًا فهو إما مريض نفسي، أو مجنون، وهذا لا تكليف عليه. ولا تكاد تجد في العالم مسلمًا يفعل ذلك، إلا إن بلع حصاة خطأ فهذا عفو.
فكيف يجعل مناطًا للحكم وهو منعدم في هذه الدائرة، والشريعة جارية مجاري العادات، ومبنية على ذلك.
فإدراك مقصد الشريعة في الصيام بكيفية معينة وهي التعبد بترك الشهوة البطنية والفرجية نهار رمضان. يفتح لنا معيارًا محددًا للفتوى خاصة المعاصرة.
وقد أحسنت المجامع الفقهية أيما إحسان في قرارها في المفطرات وهو متسق مع مقاصد الشرع في الصيام وخادم له يدور مع معاني النصوص وتعليل الأحكام.
[النوع الثالث: مقاصد الشرع في الصيام من جهة الغايات والأهداف والأسرار وما يتعلق بها من الفقه]
وهي تنقسم قسمين: مقاصد أصلية، ومقاصد متممة.
فالقسم الأول: هو مقصد التقوى وهو منصوص عليه صراحة في آية الصيام. فبلوغ درجة التقوى هدف أكبر