للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مجرد إلى الرئتين، وهو على هذا لا يتصور فيه خلاف، إلا أن الكيفية قد تؤثر في صناعة الرأي الفقهي، وهو جزء من تصوير المسالة، فإن كان الأنبوب يدخل إلى جوف الرئة، أو البلعوم جرى فيه الخلاف الفقهي القديم.

في دخول عين الجوف والحلق فالثلاثة يبطلون الصيام بخلاف الحنفية لأنهم يشرطون الاستقرار لا يبطلونه وكذلك هو مذهب الظاهرية وشيخ الإسلام كما تقدم. وأما الخلاف المعاصر فلا أعلم مخالفًا، وهو ما ذهب إليه المجمع الفقهي.

وثم صورة أخرى ذكرها بعض الباحثين (١) هي في حال طول تناول المريض للأكسجين يضخ رذاذ الماء عبر القصب الهواية لترطيبها حتى لا تجرح، ولا يصل البلعوم، ولا إلى الحلق، أو المعدة.

وهذه المسألة جديدة تحتاج لتصور فقهي أكثر وبحث طبي واضح حتى نعطي فيها الرأي.

[ثالثا: التخدير]

وسنتكلم عن ماهيته أولا ليتبين التصور الصحيح حتى يبنى عليه فقه المسألة.

[التصوير الطبي]

يؤكد الأطباء الخبراء بالمجمع الفقهي أنه عبارة عن استنشاق غازات مثل الأثير وغيره، ويتم فيه عادة إعطاء حقنة في الوريد من مادة دوائية سريعة التأثير


(١) المفطرات الطبية المعاصرة دراسة فقهية طبية مقارنة (ص ١٧٧). وقال: هذا ما قرره الأطباء المختصون، من حوار أجريته مع الدكتور عمر سعيد العمودي، استشاري الأمراض الصدرية بالمستشفى الجامعي بمدينة جدة: بمكتبه بالمستشفى الجامعي بتاريخ ١٢/ ٦/ ٢٠١٠ م وقد قاسها بعد ذلك على بخاخ الربو وهو قياس غير صحيح لأن بخاخ الربو لا تدخل معه أنابيب. إلا إن كان قياسا لا علاقة له بالنظر الفقهي في المذاهب المتقدمة فيصح.

<<  <   >  >>