للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنس، عن زيد بن ثابت قال: تسحرنا مع النبي ، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟. قال: قدر خمسين آية (١)

قال ابن المنذر: أجمع العلماء أن السحور مندوب إليه مستحب، ولا مأثم على من تركه، وحض أمته عليه ليكون قوة لهم على صيامهم (٢).

وورد عند أحمد عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله : ﴿السحور أكله بركة، فلا تدعوه، ولو أن يجرع أحدكم جرعة من ماء، فإن الله ﷿ وملائكته يصلون على المتسحرين﴾ (٣).

قال الحافظ: فإن في السحور بركة هو بفتح السين وبضمها؛ لأن المراد بالبركة الأجر والثواب فيناسب الضم؛ لأنه مصدر بمعنى التسحر، أو البركة لكونه يقوي على الصوم وينشط له ويخفف المشقة فيه فيناسب الفتح؛ لأنه ما يتسحر به، وقيل: البركة ما يتضمن من الاستيقاظ والدعاء في السحر والأولى أن البركة في السحور تحصل بجهات متعددة وهي اتباع السنة ومخالفة أهل الكتاب والتقوي به على العبادة والزيادة في النشاط ومدافعة سوء الخلق الذي يثيره الجوع والتسبب بالصدقة على من يسأل إذ ذاك، أو يجتمع معه على الأكل والتسبب للذكر والدعاء وقت مظنة الإجابة وتدارك نية الصوم لمن أغفلها قبل أن ينام (٤).

المسألة الثانية: موائد الإفطار الرمضانية.

ومن فطر صائمًا فله مثل أجره كما في السنن الثابتة فعن زيد بن خالد الجهني عن النبي ﴿عن النبي : من فطر صائما، كان له، أو كتب


(١) صحيح البخاري (٢/ ٦٧٨ ت البغا):
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٤/ ٤٥).
(٣) مسند أحمد (١٧/ ١٥٠ ط الرسالة) وزيادة ولو جرعة ماء وزيادة فإن الله وملائكته يصلون … حسنة من طرق ذكرها المحقق الأرناؤط.
(٤) فتح الباري لابن حجر (٤/ ١٤٠).

<<  <   >  >>