للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واحد منهم في حزبه حيث أحب؟ قال: بل يقرأ كل واحد منهم على أثر صاحبه أحب إلي بكثير وما يعجبني هذا الذي يفعله بعضهم يقرءون حيث أحبوا، وإن منهم من يفعل ذلك التماس ما يوافقه من حسن صوته حتى إن بعض الضعفاء يغبطونه بذلك، وهذا ما لا خير فيه، ولكن أحبوا بذلك السمعة، قيل له: فالناس فيما مضى لم يكونوا يقرءون متفرقين، قال: لا، ولكن كان يقرأ كل واحد منهم على أثر صاحبه، وهو الصواب وكذلك أنزله الله فليقرأ كما أنزل (١).

[متى يقوم الليل في رمضان؟]

صلاة التراويح، أو قيام رمضان، أو قيام الليل مطلقًا وقتها يبدأ بعد صلاة العشاء كما هو فعل النبي وأصحابه من بعده، وأما في أي ساعة فثبت أنه قام بعد العشاء ففي مسلم ﴿عن عائشة زوج النبي ؛ قالت: كان رسول الله يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء (وهي التي يدعو الناس العتمة) إلى الفجر، إحدى عشرة ركعة. يسلم بين كل ركعتين. ويوتر بواحدة. فإذا سكت المؤذن من صلاة الفجر، وتبين له الفجر، وجاءه المؤذن قام فركع ركعتين خفيفتين. ثم اضطجع على شقه الأيمن. حتى يأتيه المؤذن للإقامة﴾ (٢).

وثبت عنه أنه نام بعد العشاء وقام في الثلث الأخير في حديث ابن عباس قال: ﴿بت في بيت ميمونة والنبي عندها، فلما كان ثلث الليل الآخر، أو بعضه قعد فنظر إلى السماء، فقرأ: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ (٣).

وثبت عنه أنه صلى في أوقات الليل المختلفة، في البخاري: حدثنا عمر بن حفص قال: حدثنا أبي قال: حدثنا الأعمش قال: حدثني مسلم،


(١) مختصر قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر (ص ٢٥٩)
(٢) صحيح مسلم (١/ ٥٠٨ ت عبد الباقي).
(٣) صحيح البخاري (٨/ ٤٨ ط السلطانية).

<<  <   >  >>