للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصلاة، وزكاة الفطرة، والترغيب الشديد في إفطار الصائم، كل هذه تشكل مطلوبات وسيلية لخدمة المقصد الكبير للصيام، وهو تحقيق التقوى.

وإنما نص الله تعالى عليها هدفًا ومقصدًا للصيام بالنص لا بمجرد الاستنباط الفقهي؛ حتى يلاحظها المكلف في سائر صيامه تدريبًا له على استغراق أوقاته في لزومها.

وبما أنها مقصد منصوص فعلى الفقيه أن يلاحظها في فتاواه في مسائل الصيام، فلا يخرج المكلف إلى التساهل؛ بل يفتيه في هذا الباب بما يحقق مقصد التقوى.

والمقاصد المنصوصة هاديات للفقيه، وضابطات لمنهجيته في الفتوى في باب معين وفي كل باب، وانظر إلى باب الأموال وقوله تعالى: ﴿كَي لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَا ءِ مِنْكُمْ﴾ [الحشر: ٧]

فإن هذا المقصد يجب تحقيقه في منازل الفتوى في باب الأموال.

والمقصود في باب الأسرة حماية المجتمع، ونظافته، وعفته، وحماية عرضه، ونسله ووجوده، وهكذا في كل باب. فالنص على المقصود هاد للمكلف وللمفتي.

[القسم الثاني: المقاصد المتممة لمقصد التقوى]

١ - مقصد تقويم أخلاق النفس وتهذيبها وتعليمها الصبر والضبط.

وهذا المقصد مفهوم من النصوص التي كسرت الشهوة الانتقامية والغضبية، فحرمت رد المشاتمة والمقاتلة بنص صريح: ﴿وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم مرتين﴾ (١).


(١) صحيح البخاري (٣/ ٢٤ ط السلطانية).

<<  <   >  >>