للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بيان مذاهب الفقهاء في الحساب الفلكي قديمًا وحديثًا وتفصيل أدلتهم.

أولا: تصوير المسألة فلكيًا.

لما كان تصوير المسألة هو ركن من أركان التنزيل الفقهي فإنه لا بد هنا من ذلك وبتتبع كلام الخبراء في الفلك ومناقشتهم والنظر في بحوثهم تبين أنهم على أقسام:

١ - قسم يثبت دخول الشهر بمجرد وجوده فلكيًا وهو بعد مرحلة المحاق والاسترار مباشرة، وهي مرحلة تعامد الشمس والقمر وهذه قد يكون بينها وبين الرؤية الشرعية ٢٤ ساعة بمعنى أنه لو كان اليوم هو ٢٩ رمضان، ونحن نترقب غروب الشمس فإن الهلال يكون قد وجد في نفس الساعة يوم أمس وعلى هذا القول فإن الهلال موجود قبل زهاء ٢٤ ساعة، فالشهر بدأ من حينها وعليه فيكون يوم ٢٩ من رمضان يوم فطر، وهذا باطل البتة ويبطل قول من يقول يكفي مجرد الوجود.

وأقل ما قيل في رؤية الهلال بعد المحاق هو ١٣ ساعة و ١٤ دقيقة بالأجهزة، أما بالعين المجردة فأقلها ١٥ ساعة و ٣٣ دقيقة (١).

فلو اعتمدنا مجرد الوجود بعد المحاق فيكون قد وجد الهلال قبل ١٤ ساعة أو ١٣ ساعة من الرؤية، فلو كنا نراقبه مغرب ٢٩ من رمضان وكان موجودا قبل ١٣ ساعة فإنه يكون قبل فجر ٢٩ من رمضان فكيف يصام. فتبين بطلانه.

وهنا يأتي قول من قال في اعتباره لما مضى وقول من قال باعتباره لليلة القادمة، فمن رآه نهارا فهو لما سيأتي كان قبل الزوال أو بعده وهذا


(١) وهذا المعيار يسمى معيار عمر الهلال كما سيأتي في الاستطالة:
https://www.eajaz.org/index.php/component/content/article/83-Twenty-fifth-issue/866-The-difference-between-the-birth-of-the-moon-and-appears-scientifically

<<  <   >  >>