للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أنها مفطرة؛ لأن الطين يحتوي على الماء. وهي حالة مرضية ينبغي فيها العلاج. فإن خلت عن الماء وكانت ترابًا محضًا فلا تفطر.

الرأي الطبي في قضايا الجوف المتصورة قديمًا:

لا يوجد نص من القرآن، أو السنة تذكر الجوف في الصوم، أو علة له لهذا لم نجد في منهج الصحابة في الإفتاء هذا التعليل، وهم أهل اللسان وأهل التقوى ولو كان مقصود القرآن والسنة هو الجوفية، أو التعليل بها لفهمها الصحابة لأنهم أهل اللغة واللسان؛ ولأن التعليل يكون إما بالنص عليه، أو بالإجماع، أو بالمناسبة، أو بالمساواة وعدم الفارق، أو القياس الأولوي.

ولا شيء في هذا التعليل فلا نص عليه في الكتاب والسنة، ولا أجمع عليه الناس، ولا هو علة مناسبة إذ كيف يقال أن من أدخل طرف أصبعه في دبره، أو إصبعها في فرجها أنه يفسد الصوم فأي مناسبة في هذا.

ولا هو قياس مساو، ولا أولوي فتبين عدم صحة التعليل بمطلق الجوف، فلما لم يرد ما يدل على ذلك يجب أن نرجع إلى اللفظ القرآني في المفطرات ودلالته البينة ونرجع إلى أهل الطب في تحديد ما أشكل من المنافذ المدعاة علينا هنا أن نحدد الجوف الطبي المعاصر من خلال كلام الأطباء (١).

وهو الجهاز الهضمي ابتداء من أول المريء إلى فتحة الشرج هذا هو محل الأكل والشرب وما في معناه، وما ساواه وما في مقصوده، ولا علاقة مطلقًا للجمجمة بذلك، ولا للأذن، ولا للعين إلا في حالات انخراق قناة الأذن إلى الحلق. وهذا نادر وإن وصل شيء فهو تافه جدًا كما سيأتي تحقيقه.

يقول الدكتور حسان شمسي باشا -الخبير بالمجمع الفقهي-: "واعتبروا الإحليل جوفًا وما هو بموضع طعام، ولا شراب، ولا علاقة له بالجهاز الهضمي، وكذلك اعتبروا المهبل جوفًا والمثانة جوفًا وهكذا. والفقهاء


(١) انظر بحث د البار مجلة مجمع الفقه الإسلامي (١٠/ ٧٢٧ بترقيم الشاملة آليا).

<<  <   >  >>