للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قلت: وهذا الحديث أن النبي صام الأشهر الحرم لا يوجد في شيء من كتب السنة ودواوينها وقد فتشت على ذلك طويلا، وقد تتابع بعض من كبار فقهاء المالكية غير المحدثين على إيراده، وبنوا عليه سنية الأشهر الحرم.

وقد حذف ابن أبي زيد القيرواني ذلك في الرسالة فلم ينص على صيام الأشهر الحرم.

فقال: «والتنفل بالصوم مرغب فيه وكذلك صوم يوم عاشوراء ورجب وشعبان ويوم عرفة والتروية وصوم يوم عرفة لغير الحاج أفضل منه للحاج» (١)

لكن لما جاء ابن يونس (أبو بكر محمد بن عبد الله بن يونس التميمي الصقلي ت ٤٥١ هـ) تابع ما في النوادر فذكر ذلك في مسائل المدونة فقال: «روى أن النبي صام الأشهر الحرم وهى المحرم ورجب وذو القعدة وذو الحجة، وقد خصها الله تعالى وفضلها، ويقال: تضاعف فيها السيئات كما تضاعف الحسنات، ورغب أيضًا في صيام يوم سبعة وعشرين من رجب فيه بعث النبي ويوم خمسة وعشرين من ذي القعدة أنزلت الكعبة على آدم ومعها الرحمة، وفي أول يوم من عشر ذي الحجة ولد إبراهيم » (٢)

وخالفهم اللخمي (علي بن محمد الربعي، أبو الحسن، المعروف


(١) الرسالة للقيرواني (ص ١٤٨).
(٢) الجامع لمسائل المدونة (٣/ ١٢٣٣).

<<  <   >  >>