للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإنما قلنا خلف إمام في مكان واحد لأن هذه هي الصورة المنقولة عن النبي

وهو يقول: (صلوا كما رأيتموني أصلى) (ومن أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)

ولأن كيفية العبادة توقيفي يحرم تغييره ومن كيفية ذلك الكيفية في صلاة الجماعة.

فإن صلاها في بيته اقتداء بجماعة المسجد بسماع مكبرات الصوت أو البث المباشر

فقد خالف الصورة الشرعية التي تحدد الماهية الشرعية المتعلقة بالصحة

وخالف سائر الأصول المتقدمة (صلوا كما رأيتموني أصلى)

وقد أحدث في الدين ما ليس منه وغير في كيفية صلاة الجماعة وصورتها، وإنما استثنينا صورة الملاصق لورود ذلك عن نسائه ، فلا يتعدى لأوسع من ذلك.

فكل من صلى بصلاة الإمام وهو في بيته غير ملاصق للمسجد فليس في جماعة

بل اسمه الشرعي مصل في بيته، فيشمله نص الحديث في التهديد. (لقد هممت أن أحرق على الذين يصلون في بيوتهم)، ولأنه هدم لمقصود صلاة الجماعة وتعطيل للمسجد.

أما الملاصق للمسجد فيجوز وما سوى ذلك خروج عن الصورة الشرعية لصلاة الجماعة

إلا إن اتصلت الصفوف وتتابعت في الشوارع فمن صلى في دكانه وحجرته معهم فهو في جماعة لاتصال الصفوف لأن الاجماع منعقد على أن اتصال الصفوف مهما امتد تصح به الجماعة

فدلالة الاجماع تدل على هذه الصورة.

ويلحق بهذه الصور ما أفتى بها العلماء السابقون من الاجتماع العرفي في مكان واحد مع إمكان العلم بصلاة الإمام.

لأن هذه الصور مبنية على الاجتماع في مكان واحد عرفا.

وعلى هذا لا يجوز الاقتداء إن تباعدت المسافات عرفا ولا عبر التلفاز

<<  <   >  >>