للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فعن عائشة، أم المؤمنين ، قالت: قال لي رسول الله : ذات يوم يا عائشة، هل عندكم شيء؟ قالت: فقلت: يا رسول الله، ما عندنا شيء قال: فإني صائم قالت: فخرج رسول الله فأهديت لنا هدية -، أو جاءنا زور - قالت: فلما رجع رسول الله قلت: يا رسول الله، أهديت لنا هدية -، أو جاءنا زور - وقد خبأت لك شيئا، قال: ما هو؟ قلت: حيس، قال: هاتيه فجئت به فأكل، ثم قال: قد كنت أصبحت صائما قال طلحة: فحدثت مجاهدا بهذا الحديث، فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله، فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها (١).

كما أن هذا التأويل ترده أفعال الصحابة فقد جاء عن بن عباس وابن مسعود وحذيفة وأنس أنهم أجازوا في التطوع أن ينويه بالنهار قبل الزوال، وفعله أبو طلحة وأبو هريرة وقالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول هل عندكم طعام، فإن قلت: لا. قال إني صائم يومي هذا (٢).


(١) صحيح مسلم (٢/ ٨٠٨).
(٢) صحيح البخاري (٢/ ٦٧٩ ت البغا) قال البخاري مبوبا «وقالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول: عندكم طعام؟ فإن قلنا: لا، قال: فإني صائم يومي هذا. وفعله أبو طلحة، وأبو هريرة، وابن عباس وحذيفة » الاستذكار (٣/ ٢٨٦) فتح الباري لابن حجر (٤/ ١٤٠) البدر المنير في تخريج الأحاديث والأثار الواقعة في الشرح الكبير (٥/ ٦٥٧). قال في البدر: وفي رواية (للدارقطني): عنها قالت: " كان النبي يأتينا فيقول: هل عندكم من غداء؟ فإن قلنا: نعم. تغدى، وإن قلنا: لا. قال: إني صائم. وإنه أتانا ذات يوم وقد أهدي لنا حيس [فقلت: يا رسول الله، قد أهدي لنا حيس] وإنا قد خبأنا لك. قال: أما إني أصبحت صائما. فأكل". ثم قال الدارقطني: هذا إسناد صحيح، وهذه الرواية مطابقة لما أورده الرافعي لأجل (لفظة الغداء) فيها، وهي موضع الشاهد، فإن الرافعي استدل بها على أن النية في التطوع تجزئ قبل الزوال= = (حيث قال: ألا ترى أنه طلب الغداء أي -وهو بفتح الغين المعجمة والدال المهملة-: ما يؤكل قبل الزوال) وما يؤكل بعده يسمى عشاء.
فائدة: الحيس - بفتح الحاء المهملة، ثم مثناة تحت ساكنة، ثم سين مهملة - هو: التمر والسمن والأقط.

<<  <   >  >>