للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشق على أمته، لذلك لم يثبت أنه صام يوما وأفطر يوما مع أنه نص أنه أفضل الصيام.

أما القول بأن عائشة لم تطلع على صومه فهذا جواب ضعيف إذ يبعد أن لا تراه من زواجها إلى وفاته تسع سنين.

أما المعارض الفعلي: فما جاء في المسند وغيره عن بعض أزواج النبي قالت:

«كان رسول الله يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر: أول اثنين من الشهر، وخميسين».

وفي رواية: «كان رسول الله يصوم العشر، وثلاثة أيام من كل شهر: الاثنين، والخميسين». ولم يسم بعض أزواج النبي

فقد أعله النقاد كالرازييين والدارقطني فهو ضعيف (١)

قال النووي: «قال العلماء هذا الحديث مما يوهم كراهة صوم العشر والمراد بالعشر هنا الأيام التسعة من أول ذي الحجة.

قالوا: وهذا مما يتأول فليس في صوم هذه التسعة كراهة بل هي مستحبة استحبابا شديدا لاسيما التاسع منها وهو يوم عرفة.

وقد سبقت الأحاديث في فضله وثبت في صحيح البخاري أن رسول الله قال ما من أيام العمل الصالح فيها أفضل منه في هذه يعني العشر الأوائل من ذي الحجة.

فيتأول قولها لم يصم العشر أنه لم يصمه لعارض مرض أو سفر أو غيرهما أو أنها لم تره صائما فيه ولا يلزم من ذلك عدم صيامه في نفس الأمر.

ويدل على هذا التأويل حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج


(١) مسند أحمد (٣٧/ ٢٥ ط الرسالة). وضعفوه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود ط غراس (٧/ ١٩٩)، وانظر المسند المصنف المعلل (٤٠/ ٣٥٩).

<<  <   >  >>