للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

رسول الله يصوم حتى نقول: لا يفطر، ويفطر حتى نقول: لا يصوم، وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط إلا رمضان، وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان. وهذا لفظ الموطأ.

والذي جاء في الأشهر الحرم ما رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة أن النبي قال: "صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك، صم من الحرم واترك" وقال بأصابعه الثلاثة فضمها وأرسلها» (١)

قلت: ولذلك اكتفى خليل بما قاله اللخمي فلم يذكر في المختصر ذلك بل قال «والمحرم ورجب وشعبان» (٢)

قال شارحه بهرام «(والمحرم، ورجب، وشعبان) هكذا نص عليه اللخمي ولفظه: والأشهر المرغب في صيامها المحرم ورجب وشعبان» (٣)

ولهذا تعقب الدسوقي في حاشيته الشارح الدردير في قوله عطفا على خليل (وكذا بقية الحرم الأربعة)

فقال «وبه يعلم أن قول الشارح تبعا لعبق وندب بقية الأربعة غير المنصوص» (٤)

وبعد هذا التحقيق يتبين أن مذهب المالكية المعتمد ليس فيه صوم الأشهر الحرم.

وهو ما عليه خليل وشراحه.

وكذلك لا يصح عن الحنابلة ولا عن الإمام أحمد القول بصوم الأشهر الحرم، سوى المحرم.

فهذه الثلاثة المذاهب لا تقول بصيام الأربعة الحرم.


(١) التوضيح في شرح مختصر ابن الحاجب (٢/ ٤٥٨).
(٢) خليل في المختصر مختصر خليل (ص ٦١).
(٣) تحبير المختصر وهو الشرح الوسط لبهرام على مختصر خليل (١/ ٦٣٦).
(٤) الشرح الكبير للشيخ الدردير وحاشية الدسوقي (١/ ٥١٦).

<<  <   >  >>